أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك (84 عامًا) الذي أصيب الثلاثاء بجلطة في المخ، قد توفى إكلينيكيًا عقب وصوله للمستشفى العسكري بالمعادي-حسب مصادر طبية.
كان المخلوع مبارك قد حكم مصر بلا منازع ثلاثة عقود قبل الإطاحة به تحت ضغط انتفاضة شعبية بداية 2011، ثم حكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بالمسؤولية عن قتل متظاهرين. وشهدت صحة مبارك تدهورًا سريعًا منذ صدور الحكم عليه في الثاني من يونيو بعد إدانته بالمسؤولية في مقتل 850 شخصًا أثناء ثورة 25 يناير 2011 تلاها نقله إلى الجناح الطبي في مستشفى طره جنوب القاهرة.
وكان مبارك يعاني في السابق من مشاكل صحية. وخضع في مارس 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في ألمانيا. وهو يعاني من انهيار عصبي حاد وصعوبات في التنفس والقلب والتوتر الشديد، بحسب مصادر طبية ومحاميه. وطوال فترة محاكمته كان يحضر الجلسات ممدًا على نقالة في قفص الاتهام.
ثلاثون عاماً مرت على تنصيب محمد حسني مبارك رئيساً لجمهورية مصر العربية، شهدت فيه مصر والمنطقة بأسرها أحداثاً مصيرية غيرت ملامح الشرق الأوسط.. طلعة جوية ناجحة حطت به على رأس هرم السلطة، فتميز عقده الأول بمشاريع عملاقة في البنية التحتية وإنشاء مدن صناعية جديدة واسترداد طابا عبر المحاكم الدولية بعد أن احتلتها إسرائيل عام 1967، مما مهد الطريق لانطلاق مشاريع سياحية ونفطية عملاقة وضعت مصر بقوة على خريطة السياحة والطاقة العالمية.
فُتح الباب أمام مبارك، الذي كان قائدًا للقوات الجوية ثم أصبح نائبًا للرئيس، عند اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات على يد إسلاميين في العام 1981، لكي يترأس البلاد في وقت لم يكن أحد يتوقع مستقبلاً كبيرًا لهذا الرجل الذي يفتقد إلى الكاريزما.
عُرف عن مبارك أنه رجل براجماتي، غير أنه فقد شيئًا فشيئًا صلته بالشعب وأصبح عنيدًا ومتكبرًا، وقد اعتمد على جهاز أمني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عامًا.
وكان التزامه رغم كل الأنواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي أبرمها سلفه مع إسرائيل عام 1979، وحرصه على أن يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصًا الولايات المتحدة التي ظل حليفًا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن، وبنظرته التي يخفيها في غالب الأحيان خلف نظارات سوداء، وجهًا مألوفًا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.
ورغم تصديه بقوة للجماعات الإسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الإسلام الأصولي الذي تجسده جماعة الإخوان المسلمين، وهي تعد اليوم أكثر الحركات السياسية تنظيمًا على الساحة السياسية.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش إلى أن أصبح قائدًا للقوات الجوية ثم نائبًا للرئيس في ابريل 1975.
وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لـ6 محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الأصغر جمال القريب من أوساط رجال الأعمال، الشكوك بشأن عملية توريث للحكم خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر 2011، ما أدى إلى احتجاج المعارضة.
في المقابل، فإن الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الأخيرة أتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور أبطال مصريين في مجال الاتصالات أو الإنشاءات. إلا أن نحو 40% من 82 مليون مصري لا يزالون يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، وفقًا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك ابن آخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت، التي كان يطلق عليها سيدة مصر الأولى، ويقال إنه كان لها تأثير كبير على زوجها. كما تتعلق بجمال وعلاء قضايا فساد.
نقلا عن الشروق
المصدر: منتدى عدلات النسائي