Quantcast
Channel: عدلات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 46095

كيف نبدو في عيون «الحيوانات»؟

$
0
0
هل خطر في بالك يوما أن تعرف كيف يبدو العالم في عيون الكائنات الحية الأخرى من حشرات وطيور وحيوانات؟ وهل تراه مثلما نراه نحن؟ فكيف تراك هرتك؟ وما صورتك في عيون أفعى تسعى للانقضاض عليك - لا قدر الله؟ هل يشاهدوننا بالألوان أو هل نبدو كعمالقة في عيون الحشرات؟ وإذا كان كذلك فكيف تتجرأ على مهاجمتنا؟! هل نظهر لهم بالمقلوب أم بصورتنا الحقيقية؟ أسئلة كثيرة تدور في رأسك مثلما أخذت حيزا من تفكير الباحث والمخترع عبد الفتاح النجار من جامعة بوليتكنك فلسطين هو وفريق بحثه بعد أن شاهد إهمال الناس زيارة حدائق الحيوان ففكر في وسيلة جذب تؤدي إلى تبادل الأدوار بين الإنسان والكائنات الأخرى.

لذا قام بتصميم أول حديقة حيوان رقمية مدهشة في العالم تحاكي نظام الرؤية لدى تسعة حيوانات كبداية لمشروع ضخم، وهي: الأفاعي، الكلاب، القطط، سمك القرش، الجمبري، السلطعون، النحل، القردة، والخيول بعد أن درس عيونها ومجال رؤيتها طبيا وتشريحيا من حيث شكل العين وعدد خلاياها العصبية وحجمها ومساحة الرؤية والألوان والمسافات التي تستطيع رؤيتها، وحول كل هذه المعلومات إلى برنامج رقمي على الحاسوب يقوم بتحويل كل صورة ثابتة أو متحركة إلى الشكل الذي يراها عليه كل حيوان على حدة، فلكل حيوان طريقة رؤية خاصة، فبعضها لا يرى الألوان مطلقا ويشاهد كل شيء بالأبيض والأسود مثل القطط والكلاب على الرغم من تشابه رؤيتها مع الإنسان، ورؤية السمك ضعيفة فهو يرى ضبابا من الأبيض والأسود، لذا تقع في الشباك بسهولة، أما الأفاعي فعمياء تستشعر وجود من حولها بالحرارة الصادرة عنه، لذا فرؤيتها ضبابية ولدغتها غير مركزة.

أما الخيول فتتميز بعينين غير مرتبطتين بالدماغ بتاتا فكل عين عبارة عن كاميرا منفصلة ترسل الصورة، التي تراها للدماغ، حيث يتم دمجها فيرى الحصان الصورة وبداخلها خط فاصل بين المنظرين، وفي حين أنه لا يستطيع رؤية ما بين عينيه إلا أنه يستطيع مشاهدة ذيله! فزاوية رؤيته تبلغ 180 درجة، ويرى اللون الأخضر بنيا باهتا.. وهكذا.

ومن ثم يقوم بتركيب كاميرات في أماكن معينة من حديقة الحيوان تبث الصور التي يراها الحيوان على شاشات الحديقة وهواتف الزوار فإذا وقفت أمام قفص القرد فستريك الشاشة كيف يراك هو، ووعد الباحث بأنه سيضيف إلى مشروعه ترجمة مشاعر الحيوان تجاهك لحظة وجودك أمامه!

فمن كان يصدق أننا سنستطيع يوما أن نرى بعيونهم ونعرف أحاسيسهم؟ وتعتبر هذه الفكرة رائدة لم تنفذ في أي مكان في العالم والجميل أنها خرجت تحت وطأة الاحتلال كنوع من أنواع المقاومة وننتظر أن نزور هذه الحديقة يوما ما.

د. هيا إبراهيم الجوهر



Viewing all articles
Browse latest Browse all 46095

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>