سارة وهاجر
من منا لم يشرب من ماء زمزم الذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم): “ماء زمزم لما شرب له، إنه طعام طعم وشفاء سقم”.
وكلما شربنا ماء زمزم تذكرنا هاجر عليها السلام أم نبي الله اسماعيل عليه السلام الذي كان سببا في خروج هذا الماء من الأرض.
لكن قبل ان نتعرف الى هاجر ينبغي ان نتعرف الى سارة عليها السلام التي كانت سببا في ظهور هاجر في الصورة وبعد ذلك صارت أم نبي...
إذن سارة وهاجر هما زوجتان لنبي الله ابراهيم عليه السلام، لكن سارة هي زوجته الأولى وهي أم اسحاق عليه السلام.
وسارة كانت امرأة جميلة والجميلات كان ملك ذلك الزمان يأخذهن لنفسه، وقد ورد في البخاري ومسلم ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: لم يكذب ابراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتان في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم، وواحدة في شأن سارة، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة وكانت أحسن الناس فقال لها إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإذا سألك فأخبريه أنك أختي في الاسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك.
فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال له لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها ان تكون إلا لك، فأرسل إليها فأتي بها، فقام ابراهيم الى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة فقال لها: ادعي الله ان يطلق يدي ولا أضرك، ففعلت فعاد فقبضت يده أشد من القبضة الاولى فقال لها مثل ذلك ففعلت، ثم عاد فقبضت يده أشد من القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله ان يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ففعلت وأطلقت يده، ودعا الذي جاء بها وقال له إنك أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان، أخرجها من أرضي وأعطها هاجر.
قال فأقبلت تمشي فلما رآها ابراهيم انصرف فقال لها: مهيم قالت: خيرا كف الله يد الفاجر وأخدمنا خادما، قال أبو هريرة راوي الحديث: فتلك أمكم يا بني ماء السماء.
أقول: هذه هي سارة زوجة ابراهيم الاولى وهي كما يقول ابن كثير بنت عمه هاران الذي تنسب إليه حران بلدة بالشام.
لم تلد سارة في البداية لأنها كانت عاقرا، لذلك فإنها كانت تفكر أن تزوج إبراهيم بأخرى رحمة به لأنه كان تواقا للولد، لكنها في الوقت نفسه كانت تخاف أن تأخذه الزوجة الجديدة منها.
وبالفعل فإن ذلك الجبار عندما وهب هاجر لإبراهيم وهب ابراهيم إياها لسارة، وسارة قامت بدورها ووهبتها لإبراهيم فاتخذها زوجة له، وما أن دخل بها إلا وحملت فأنجبت له اسماعيل.
وكم كان ذلك اليوم صعبا على سارة عندما رأت فرح ابراهيم عليه السلام بالولد وليست هي أم ذلك الولد.
عندئذ عادت سارة الزوجة الصالحة الى طبعها الأنثوي فغارت من هاجر وفكرت كيف تتخلص منها لا بقتلها بل بإبعادها عن وجهها على الأقل.
فكان من ذلك ان قرر ابراهيم ان يأخذ هاجر واسماعيل الى مكة، وكان ذلك بأمر الله سبحانه وتعالى فخرج بهما وسارة في غاية الفرح حتى وصلوا الى مكة، وهناك تركهما وهو يقول “ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”. (الآيات رقم ،37 38) من سورة ابراهيم.
أقامت الأم وطفلها ولا ثالث لهما إلا الله، فأكلا من الزاد الذي معهما حتى فني، وعندئذ ذهبت هاجر تضرب يمينا ويسارا تبحث عن أحد لعله يمدهما بشيء.
وكانت في كل مرة تترك طفلها وتعلو مرة جبل الصفا ومرة جبل المروة، وفي المرة السابعة رأت اسماعيل يلعب في الماء فجاءت فرحة وجمعت التراب حول الماء كي لا ينتشر في الأرض وهي تقول: زمزمي زمزمي أي تجمعي يا مياه فبقيت واقفة مكانها فصارا يشربان من ذلك النبع فكان هو الطعام وهو الشراب.
وبعد ذلك صار سببا في أن تأتي قبيلة عدنان اليمنية وتسكن عندهما، وعندما يكبر اسماعيل يتزوج منهم وبذلك يتعلم العربية منهم ويصبح هو أبا العرب.
اما اسحاق الابن الثاني لابراهيم وهو ابو بني اسرائيل، فقد رزقه الله به من سارة بعد الكبر وهما في ارض فلسطين، قال تعالى: “وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب، قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا شيء عجيب”. (الآيات رقم 71 و72) من سورة هود.
أقول هكذا أراد الله ان يثبت لخلقه أنه قادر على:
1 كف يد الظالم من الظلم كما كف يد ذلك الجبار، فلم يقدر على امرأة ضعيفة.
2 وضع بذرة تعدد الزوجات في الأرض، لوجود عذر مقنع كالعقر مثلا.
3 بيان أن الغيرة غريزة في النساء فهن لا لوم عليهن إذا غرن من الضرات.
4 إعمار مكة وجعلها قبلة العالم بعد ان غمرها الطوفان، وكانت هاجر هي صاحبة الفضل الأول حيث قبلت الفراق والبعاد.
فيا ترى هل في نسائنا اليوم كسارة وهاجر؟ إذا قلتم نعم فإنني أقول: في الغيرة فقط بل أشد أيضا.
من منا لم يشرب من ماء زمزم الذي قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم): “ماء زمزم لما شرب له، إنه طعام طعم وشفاء سقم”.
وكلما شربنا ماء زمزم تذكرنا هاجر عليها السلام أم نبي الله اسماعيل عليه السلام الذي كان سببا في خروج هذا الماء من الأرض.
لكن قبل ان نتعرف الى هاجر ينبغي ان نتعرف الى سارة عليها السلام التي كانت سببا في ظهور هاجر في الصورة وبعد ذلك صارت أم نبي...
إذن سارة وهاجر هما زوجتان لنبي الله ابراهيم عليه السلام، لكن سارة هي زوجته الأولى وهي أم اسحاق عليه السلام.
وسارة كانت امرأة جميلة والجميلات كان ملك ذلك الزمان يأخذهن لنفسه، وقد ورد في البخاري ومسلم ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: لم يكذب ابراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتان في ذات الله قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم، وواحدة في شأن سارة، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة وكانت أحسن الناس فقال لها إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإذا سألك فأخبريه أنك أختي في الاسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك.
فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال له لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها ان تكون إلا لك، فأرسل إليها فأتي بها، فقام ابراهيم الى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة فقال لها: ادعي الله ان يطلق يدي ولا أضرك، ففعلت فعاد فقبضت يده أشد من القبضة الاولى فقال لها مثل ذلك ففعلت، ثم عاد فقبضت يده أشد من القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله ان يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ففعلت وأطلقت يده، ودعا الذي جاء بها وقال له إنك أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان، أخرجها من أرضي وأعطها هاجر.
قال فأقبلت تمشي فلما رآها ابراهيم انصرف فقال لها: مهيم قالت: خيرا كف الله يد الفاجر وأخدمنا خادما، قال أبو هريرة راوي الحديث: فتلك أمكم يا بني ماء السماء.
أقول: هذه هي سارة زوجة ابراهيم الاولى وهي كما يقول ابن كثير بنت عمه هاران الذي تنسب إليه حران بلدة بالشام.
لم تلد سارة في البداية لأنها كانت عاقرا، لذلك فإنها كانت تفكر أن تزوج إبراهيم بأخرى رحمة به لأنه كان تواقا للولد، لكنها في الوقت نفسه كانت تخاف أن تأخذه الزوجة الجديدة منها.
وبالفعل فإن ذلك الجبار عندما وهب هاجر لإبراهيم وهب ابراهيم إياها لسارة، وسارة قامت بدورها ووهبتها لإبراهيم فاتخذها زوجة له، وما أن دخل بها إلا وحملت فأنجبت له اسماعيل.
وكم كان ذلك اليوم صعبا على سارة عندما رأت فرح ابراهيم عليه السلام بالولد وليست هي أم ذلك الولد.
عندئذ عادت سارة الزوجة الصالحة الى طبعها الأنثوي فغارت من هاجر وفكرت كيف تتخلص منها لا بقتلها بل بإبعادها عن وجهها على الأقل.
فكان من ذلك ان قرر ابراهيم ان يأخذ هاجر واسماعيل الى مكة، وكان ذلك بأمر الله سبحانه وتعالى فخرج بهما وسارة في غاية الفرح حتى وصلوا الى مكة، وهناك تركهما وهو يقول “ربنا إني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”. (الآيات رقم ،37 38) من سورة ابراهيم.
أقامت الأم وطفلها ولا ثالث لهما إلا الله، فأكلا من الزاد الذي معهما حتى فني، وعندئذ ذهبت هاجر تضرب يمينا ويسارا تبحث عن أحد لعله يمدهما بشيء.
وكانت في كل مرة تترك طفلها وتعلو مرة جبل الصفا ومرة جبل المروة، وفي المرة السابعة رأت اسماعيل يلعب في الماء فجاءت فرحة وجمعت التراب حول الماء كي لا ينتشر في الأرض وهي تقول: زمزمي زمزمي أي تجمعي يا مياه فبقيت واقفة مكانها فصارا يشربان من ذلك النبع فكان هو الطعام وهو الشراب.
وبعد ذلك صار سببا في أن تأتي قبيلة عدنان اليمنية وتسكن عندهما، وعندما يكبر اسماعيل يتزوج منهم وبذلك يتعلم العربية منهم ويصبح هو أبا العرب.
اما اسحاق الابن الثاني لابراهيم وهو ابو بني اسرائيل، فقد رزقه الله به من سارة بعد الكبر وهما في ارض فلسطين، قال تعالى: “وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب، قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا شيء عجيب”. (الآيات رقم 71 و72) من سورة هود.
أقول هكذا أراد الله ان يثبت لخلقه أنه قادر على:
1 كف يد الظالم من الظلم كما كف يد ذلك الجبار، فلم يقدر على امرأة ضعيفة.
2 وضع بذرة تعدد الزوجات في الأرض، لوجود عذر مقنع كالعقر مثلا.
3 بيان أن الغيرة غريزة في النساء فهن لا لوم عليهن إذا غرن من الضرات.
4 إعمار مكة وجعلها قبلة العالم بعد ان غمرها الطوفان، وكانت هاجر هي صاحبة الفضل الأول حيث قبلت الفراق والبعاد.
فيا ترى هل في نسائنا اليوم كسارة وهاجر؟ إذا قلتم نعم فإنني أقول: في الغيرة فقط بل أشد أيضا.
المصدر: منتدى عدلات النسائي