
﴿وأنت خير الفاتحين﴾:
كل المفاتيح بيد الله، قليل من القلوب من يدرك هذا.
﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾:
هكذا نفوس العظماء –وليس أعظم من الأنبياء- تأسف وتحزن لإعراض الناس عن الخير، مع أن هذا هو اختيارهم لأنفسهم، لكنها شفقة المصلح على قومه.
. ﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾:
صلة الأنساب والأقوام لا وزن لها عند الله إذا تعارضت مع الدين، فالوشيجة الباقية هي وشيجة الدين، والارتباط الوثيق بين الناس إنما يكون عبر حبل الله المتين.
. (فَأَخَذْنَاهُمْ بالْبأْسَاءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضرَّعُون):
من عِبَر الشدة والبـلاء أن يراك الله متضرعا بين يديه!
. سبب نزول الخيرات والبركات هو استقامة الناس على أمر الله:
﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض﴾.
ليست العبرة بالنعمة إنما العبرة بالبركة في هذه النعمة،
ولذا كان من دعاء النبي ﷺ: «اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا»، والصاع والمُدّ مكاييل مشهورة عند العرب..
سين: لكن المشاهد أن أكثر أهل الغنى هم من لا يؤمنون بالله، أو لا يتقونه!
جيم: المؤمن التقي أكثر الناس غنى في قلبه، وقناعة في نفسه، ورضا بقدَره، وهذه أعظم بركة، ولا حياة أطيب من هذه الحياة.

. لا يشتط الظالم في ظلمه إلا عندما يأمن مكر الله، والله تعالى قال :
( فلا يأمنُ مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون )،
لذا فعاقبة الظلم الخسران والهلاك.
. ﴿فلا يأمنُ مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون﴾:
قال ابن حجر: الأمن من مكر الله يتحقق بالاسترسال في المعاصي مع الاتكال على الرحمة.
. ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ﴾:
قال القشيري: يقال: من عرف علوّ قدره- سبحانه- خشي خفيَّ مكره، ومن أمن خفيَّ مكره نسي عظيم قدره.
. تتابع الذنوب من غير توبة سبب إزهاق روح القلب، وتحويله إلى صخرة صمّاء:
(أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون)
. ﴿يريد أن يخرجكم من أرضكم﴾:
اتهام المصلحين بالتآمر على البلد اسطوانة يكرِّرها الطغاة في كل عصر.
. ﴿وإنكم لمن المقربين﴾:
التقريب وإغداق الهدايا أسلوب الطغاة في إغراء أصحاب النفوس الضعيفة لينفِّذوا أمرهم ويضمنوا ولاءهم.

. ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾:
وكأن قوة قاهرة ألقتهم إلى وضع السجود! فلم يتمالكوا أن سجدوا دون تريث أو تردد، بعد أن بهرهم نور الحقِّ الساطع.
. ﴿آمنتم له قبل أن آذن لكم ﴾:
حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح! ما أغبى هؤلاء الطغاة!
. ﴿لاضير إنا إلى ربنا منقلبون﴾:
كل أوجاع الدنيا مغمورة في بحر ثواب الآخرة.
. أولى خطوات معاداة الناصحين هي شيطنتهم في عيون الناس:
﴿وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في اﻷرض﴾
. ﴿وإِنَّا فَوقَهُمْ قَاهِرون﴾:
اختيار الفوقية يُوحِي بالسيطرة التامة، وهي أول خطوة في طريق سقوط الطغاة، أن ظنّوا أن الأمرَ إِليهم لا إلى الله.
. ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾:
قدَّم موسى الاستعانة بالله على الصبر، لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها.
. ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾:
خارطة الطريق نحو النصر= توكُّلٌ + صبر
يتبع

المصدر: منتدى عدلات - من قسم: القرآن الكريم